رواية وكسة الشاويش PDF كمال رحيم
أنا عادل حسَّان العطفي.. وبسبب فعلة نكراء أقفُ الآن خلف القضبان الحديديَّة لقاعة الجنايات بمحكمة بورسعيد، الكلُّ يصفُ ما فعلتُ بهذا الوصف؛ الناس والشرع والقانون، أمَّا أنا فلا، صمَّمتُ وفعلت بضميرٍ مرتاح..
وإن جئنا لمورد الرزق وكيف أعيش، أنا عالة على زوج أُمِّي، فلا وظيفة في حكومة أو قطاع خاص ولا حِرْفة أُتقنها، باختصار إنسان فاشل، كنتُ شاطرًا في المدْرَسَة أثناء حياة أبي «حسَّان»، والله كنتُ أنْصَح تلميذ وحفظت «جدول الضرب» وأنا ما أزال في الرابعة ابتدائي، والأول على شهادة الابتدائية في بورسعيد كلها، وفي أولى وثانية إعدادي الأول أيضًا على الفصل، انكفأتُ على وجهي بعدها؛ مات أبي، الدائرة الضيقة التي تحيط به كانت في حالة استعجال وتحسب ما تبقَّى له من وقتٍ، تتمنى لو تخرج رُوحُه وترتاح منه، أمَّا أنا فالله أعلمُ بحالي؛ طوَّقني الخرابُ وأفلسَتْ رُوحي.
Post a Comment