رحتُ أبحث في الأخبار عن رفقاء، رأيتُ النابغة ومشيت معه في شوارع الحيرة، وقفت معه على باب الملك النعمان. وحكت لي الأحجار قصةَ الحيرة. وما ناسبَ اسم مدينةٍ مدينةٍ، مثلما تناسب الحيرة الحيرة. حكت لي الأحجارُ ملوكَها، وسيوفَها، ودروعَها الحجرية ونجمَها.
وحكت لي بعد كل ذلك وَحْلَها. لماذا تطوي الأرض المدنَ القديمة كأنها تُخفيها من القادمين. أيخاف الزمان أن يرى الإنسان وَحْلَه؟ أفرضَ على الإنسان تكرار مأساته؟ ورأيتُ بعيني نهايةَ الوحل وظهور النور.
رأيتُ نورَ النبي الذي نما كنجوم الليالي المَحاقية. ورأيتُ كيف يتحرر الإنسان من دنسه. ورأيتُ أيضًا أن الوحلَ مكتوبٌ على الإنسان بين عينيه.
هذا كُل شيء. هُنا نجومٌ ووحلٌ. هنا قصتك أنت، التي ستُحكى بعد ألفي سنة.”
إرسال تعليق