10 31 - أحمد عثمان
من صحراء مصر الغربية، كان ذلك الحاخام اليهودي يصارع إرهاق جسده، مرتديًا خاتمه المميز ذا النجمة الخماسية، هذا الخاتم الذي لا يرتديه إلا كبير جماعتهم! ظل يحاول إرخاء جفون عينه الماكرة، مستعينًا بهرمون الخوف الساري في شرايينه، وهو يستمع إلى دقات طبول الحرب عبر أثير مذياع سيارته الرباعية، لتصل إلى مسامعه أصوات قذائف الألمان ممزوجة في خياله بصيحات القتلى تتعالى مضيئة فجر السماء القاحلة أمامه قبل لحظات من بزوغ الشمس، فازداد يقينه بحتمية الفرار خارج الأراضي المصرية المهددة بالغزو النازي، ورغم تصاعد حدة المواجهات بين قوات المحور والحلفاء بـ”العلمين”، إلا أنه رفض الاستسلام، حيث كان يعرف أنها (قد) تكون فرصته الأخيرة بعد نتاج سنين طويلة من البحث في شتى ربوع مصر، ومن ثمّ أجبر من تبقى من رجاله على استكمال الحفر المحدد على خريطته إلى أن تجاوز عمقه عشرة أمتار رغم ضيق عرضه، وهنا يشعر المنقبون بضآلة الأكسجين بالمكان الذي صار كالمقبرة الباحثين عنها
إرسال تعليق