آربوس - أرض الوافدين

الجمعة، 5 يناير 2024

آربوس - أرض الوافدين

 




آربوس - أرض الوافدين
تأليف عبد الفتاح عبد العزيز
أهلًا بكم وافدين لأرض آريوس، فاقدين لذاكرة الهوية، ومؤجلًا حتفكم لسنوات سبع... لن يلوح في الأفق مفرُّ، ولن تأملوا في امتداد، إلا عبر سبيل واحد، لمن استطاع بلوغه..
آربوس... هناك أسطورة أغريقية تحكي عن جزيرة مطوية عن الأعين بالبحر المتوسط تُدعى جزيرة آربوس، يؤخذ نحوها أجساد الغرقى الذين تعلق جثثهم بالبحر المتوسط بعد غرقهم، تشبثت بتلك الأسطورة أم ثكلى، حين فقدت ولدها غريقا بالبحر، لذا اتخذت من شاطئه سكنا لها لدى كوخ خشبي، حيث أخذت تنتظر فيه أن يلفظ البحر جسد ابنها أو أن تستطيع الذهاب نحوه إلى آربوس، ذلك إلى أن التقت بيوسف وإسراء، واللذان رق قلبيهما لحالها وظناها فقدت عقلها لوعةً على ابنها...
من ثم تتسارع الأحداث وتتشابك إلى أن تدور منارة الفنار القديم، فيتحقق الشرط وينتقل ثلاثتهم إلى جزيرة آربوس دون تدبير منهم ليكتشفوا هناك أنها جزيرة مأهولة بمن يدعون المعمرين...
أولئك المعمرون لا يدركون شيئًا عن العالم خارج جزيرتهم المعزولة، وينقسمون إلى مملكتين متصارعتين يفصلهما نهر جودي
آربوس الشمالية وآربوس الجنوبية، في حين يطلقون على من يأتيهم من البحر اسم الوافدين، يعتبرونهم عبيدا لا يملكون أرواحا كاملة، مكتبة بيت الحصريات ذلك لأن الوافدين من وقت خروجهم من البحر بآربوس لا يعيشون إلا لسنوات سبع على بر آربوس قبل أن تنقطع أنفاسهم، كما أنهم يأتون فاقدين لذاكرة الهوية، لا يتذكرون أسماءهم ولا من أين أتوا، فيحيون بقلب المملكتين تحت إمرة المعمرين بلا حقوق ولا صكوك هوية وتطبق قاعدة السنوات السبع على من يتجاوز عمره تلك المدة، فيقتل قصاصا ما أن يتجاوزها بيوم واحد..
إلا لو استطاع الوافد إطالة عمره بساحة زهير حين يتقاتل الوافدون على الأعمار بيوم آربوس، فمن يقتل من هو أصغر منه سنا على الجزيرة يسلب عمره...


إرسال تعليق

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري